کد مطلب:369779 شنبه 7 اسفند 1395 آمار بازدید:239

الدعاء السادس و الاربعون
 (وَ کَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ فِی یَوْمِ الْفِطْرِ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ قَامَ قَائِماً ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَهَ ، وَ فِی یَوْمِ الْجُمُعَهِ ، فَقَالَ)




یَا مَنْ یَرْحَمُ مَنْ لَا یَرْحَمُهُ الْعِبَادُ وَ یَا مَنْ یَقْبَلُ مَنْ لَا تَقْبَلُهُ الْبِلَادُ وَ یَا مَنْ لَا یَحْتَقِرُ أَهْلَ الْحَاجَهِ إِلَیْهِ وَ یَا مَنْ لَا یُخَیِّبُ الْمُلِحِّینَ عَلَیْهِ . وَ یَا مَنْ لَا یَجْبَهُ بِالرَّدِّ أَهْلَ الدَّالَّهِ عَلَیْهِ وَ یَا مَنْ یَجْتَبِی صَغِیرَ مَا یُتْحَفُ بِهِ ، وَ یَشْکُرُ یَسِیرَ مَا یُعْمَلُ لَهُ . وَ یَا مَنْ یَشْکُرُ عَلَی الْقَلِیلِ وَ یُجَازِی بِالْجَلِیلِ وَ یَا مَنْ یَدْنُو إِلَی مَنْ دَنَا مِنْهُ . وَ یَا مَنْ یَدْعُو إِلَی نَفْسِهِ مَنْ أَدْبَرَ عَنْهُ . وَ یَا مَنْ لَا یُغَیِّرُ النِّعْمَهَ ، وَ لَا یُبَادِرُ بِالنَّقِمَهِ . وَ یَا مَنْ یُثْمِرُ الْحَسَنَهَ حَتَّی یُنْمِیَهَا ، وَ یَتَجَاوَزُ عَنِ السَّیِّئَهِ حَتَّی یُعَفِّیَهَا . انْصَرَفَتِ الْآمَالُ دُونَ مَدَی کَرَمِکَ بِالْحَاجَاتِ ، وَ امْتَلَأَتْ بِفَیْضِ جُودِکَ أَوْعِیَهُ الطَّلِبَاتِ ، وَ تَفَسَّخَتْ دُونَ بُلُوغِ نَعْتِکَ الصِّفَاتُ ، فَلَکَ الْعُلُوُّ الْأَعْلَی فَوْقَ کُلِّ عَالٍ ، وَ الْجَلَالُ الْأَمْجَدُ فَوْقَ کُلِّ جَلَالٍ . کُلُّ جَلِیلٍ عِنْدَکَ صَغِیرٌ ، وَ کُلُّ شَرِیفٍ فِی جَنْبِ شَرَفِکَ حَقِیرٌ ، خَابَ الْوَافِدُونَ عَلَی غَیْرِکَ ، وَ خَسِرَ الْمُتَعَرِّضُونَ إِلَّا لَکَ ، وَ ضَاعَ الْمُلِمُّونَ إِلَّا بِکَ ، وَ أَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلَّا مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَکَ بَابُکَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبِینَ ، وَ جُودُکَ مُبَاحٌ لِلسَّائِلِینَ ، وَ إِغَاثَتُکَ قَرِیبَهٌ مِنَ الْمُسْتَغِیثِینَ . لَا یَخِیبُ مِنْکَ الْآمِلُونَ




، وَ لَا یَیْأَسُ مِنْ عَطَائِکَ الْمُتَعَرِّضُونَ ، وَ لا یَشْقَی بِنَقِمَتِکَ الْمُسْتَغْفِرُونَ . رِزْقُکَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصَاکَ ، وَ حِلْمُکَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ نَاوَاکَ ، عَادَتُکَ الْإِحْسَانُ إِلَی الْمُسِیئِینَ ، وَ سُنَّتُکَ الْإِبْقَاءُ عَلَی الْمُعْتَدِینَ حَتَّی لَقَدْ غَرَّتْهُمْ أَنَاتُکَ عَنِ الرُّجُوعِ ، وَ صَدَّهُمْ إِمْهَالُکَ عَنِ النُّزُوعِ . وَ إِنَّمَا تَأَنَّیْتَ بِهِمْ لِیَفِیئُوا إِلَی أَمْرِکَ ، وَ أَمْهَلْتَهُمْ ثِقَهً بِدَوَامِ مُلْکِکَ ، فَمَنْ کَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَهِ خَتَمْتَ لَهُ بِهَا ، وَ مَنْ کَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَهِ خَذَلْتَهُ لَهَا . کُلُّهُمْ صَائِرُونَ ، إِلَی حُکْمِکَ ، وَ أَمُورُهُمْ آئِلَهٌ إِلَی أَمْرِکَ ، لَمْ یَهِنْ عَلَی طُولِ مُدَّتِهِمْ سُلْطَانُکَ ، وَ لَمْ یَدْحَضْ لِتَرْکِ مُعَاجَلَتِهِمْ بُرْهَانُکَ . حُجَّتُکَ قَائِمَهٌ لَا تُدْحَضُ ، وَ سُلْطَانُکَ ثَابِتٌ لَا یَزُولُ ، فَالْوَیْلُ الدَّائِمُ لِمَنْ جَنَحَ عَنْکَ ، وَ الْخَیْبَهُ الْخَاذِلَهُ لِمَنْ خَابَ مِنْکَ ، وَ الشَّقَاءُ الْأَشْقَی لِمَنِ اغْتَرَّ بِکَ . مَا أَکْثَرَ تَصَرُّفَهُ فِی عَذَابِکَ ، وَ مَا أَطْوَلَ تَرَدُّدَهُ فِی عِقَابِکَ ، وَ مَا أَبْعَدَ غَایَتَهُ مِنَ الْفَرَجِ ، وَ مَا أَقْنَطَهُ مِنْ سُهُولَهِ الْمَخْرَجِ عَدْلًا مِنْ قَضَائِکَ لَا تَجُورُ فِیهِ ، وَ إِنْصَافاً مِنْ حُکْمِکَ لَا تَحِیفُ عَلَیْهِ . فَقَدْ ظَاهَرْتَ الْحُجَجَ ، وَ أَبْلَیْتَ الْأَعْذَارَ ، وَ قَدْ تَقَدَّمْتَ بِالْوَعِیدِ ، وَ تَلَطَّفْتَ فِی التَّرْغِیبِ ، وَ ضَرَبْتَ الْأَمْثَالَ ، وَ أَطَلْتَ الْإِمْهَالَ ، وَ أَخَّرْتَ وَ أَنْتَ مُسْتَطِیعٌ لِلمُعَاجَلَهِ ، وَ تَأَنَّیْتَ وَ أَنْتَ مَلِی ءٌ بِالْمُبَادَرَهِ لَمْ تَکُنْ أَنَاتُکَ عَجْزاً ، وَ لَا إِمْهَالُکَ وَهْناً ، وَ لَا إِمْسَاکُکَ غَفْلَهً ، وَ لَا انْتِظَارُکَ مُدَارَاهً ، بَلْ لِتَکُونَ حُجَّتُکَ أَبْلَغَ ، وَ کَرَمُکَ أَکْمَلَ ، وَ إِحْسَانُکَ أَوْفَی ، وَ نِعْمَتُکَ أَتَمَّ ، کُلُّ




ذَلِکَ کَانَ وَ لَمْ تَزَلْ ، وَ هُوَ کَائِنٌ وَ لَا تَزَالُ . حُجَّتُکَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ تُوصَفَ بِکُلِّهَا ، وَ مَجْدُکَ أَرْفَعُ مِنْ أَنْ یُحَدَّ بِکُنْهِهِ ، وَ نِعْمَتُکَ أَکْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَی بِأَسْرِهَا ، وَ إِحْسَانُکَ أَکْثَرُ مِنْ أَنْ تُشْکَرَ عَلَی أَقَلِّهِ وَ قَدْ قَصَّرَ بِیَ السُّکُوتُ عَنْ تَحْمِیدِکَ ، وَ فَهَّهَنِیَ الْإِمْسَاکُ عَنْ تَمْجِیدِکَ ، وَ قُصَارَایَ الْإِقْرَارُ بِالْحُسُورِ ، لَا رَغْبَهً یَا إِلَهِی بَلْ عَجْزاً . فَهَا أَنَا ذَا أَؤُمُّکَ بِالْوِفَادَهِ ، وَ أَسْأَلُکَ حُسْنَ الرِّفَادَهِ ، فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اسْمَعْ نَجْوَایَ ، وَ اسْتَجِبْ دُعَائِی ، وَ لَا تَخْتِمْ یَوْمِی بِخَیْبَتِی ، وَ لَا تَجْبَهْنِی بِالرَّدِّ فِی مَسْأَلَتِی ، وَ أَکْرِمْ مِنْ عِنْدِکَ مُنْصَرَفِی ، وَ إِلَیْکَ مُنْقَلَبِی ، إِنَّکَ غَیْرُ ضَائِقٍ بِمَا تُرِیدُ ، وَ لَا عَاجِزٍ عَمَّا تُسْأَلُ ، وَ أَنْتَ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ، وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّهَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ .